الأحد، 9 يناير 2011

ليبيا برس: الأمن الخارجي.. "كأنك يابوزيد ماغزيت"!!



شهد جهاز الأمن الخارجي في ليبيا تقلبا في أدائه اختلف بحسب الشخصيات والوجوه التي تناوبت عليه، كما خضع الجهاز لنقلات مهمة في طبيعة عمله لعبت الظروف التي مرت بها البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي الدور الأكبر في فرض سياسته ونهجه.


ففي مرحلة مبكرة من تاريخه لم يكن قد تبلور الجهاز بشكله الفني الحالي الذي يأخذ على عاتقه كإدارة فنية متخصصة مهمتها حماية أمن البلد من أي خطر قد يتهدده من الخارج وتوفير الأمن للمواطنين، وإنما ظهر الجهاز تحت اسم فضفاض واسع أطلق عليه "هيأة أمن الجماهيرية" ورأسه في ذلك الوقت عدد من الشخصيات الأمنية البارزة وعلى رأسها: العميد عبد الله السنوسي، إبراهيم البشاري، سعيد راشد، عبد السلام الزادمة وعزالدين الهنشيري.


أعمال "استثنائية"
ونتيجة الظروف السياسية التي عاشتها البلاد وحالت الاحتقان والعداء المستحكم بين طرابلس من جهة وأمريكيا وبريطانيا والغرب من جهة أخرى، منذ أواخر السبعينات وحتى أواخر الثمانينات القرن المنصرم لعبت "هيئة أمن الجماهيرية" دورا واسعا انتزع فيه صلاحيات لا حدود لها، منحتها لنفسها على اعتبار أن "الظروف التاريخية" التي تعيشها البلاد في ذلك الوقت بررت الكثير من الأعمال "الاستثنائية" التي قامت بها هيئة الأمن. وعلى رأسها جميع "الملاحقات والتصفيات الجسدية" التي نفذتها "مجموعات تابعة للهيئة، ضد معارضين ليبيين في الخارج، خاصة في فترة تولي وزير الخارجية الليبي الأسبق إبراهيم البشاري للهيئة، كم تم تنفيذ الكثير من أعمال الاعتقال والتعذيب وحتى التصفية داخل السجون.


ومع تبدل الظروف السياسية وانقشاع حالة الاحتقان مع الغرب، ومجيء موسى كوسا على رأس جهاز جهاز الأمن الخارجي منذ عام 1994، بدأ الجهاز شيئا فشيئا يتشكل على نحو فني، ونجح كوسا في إعادة هيكلته على نحو يحد شيئا ما من صلاحيات أفراده الغير خاضعة لأي سلطة في السابق، ومع انتهاء ليبيا من آخر معاركها عام 2003 بتسليم أسلحتها الشاملة، وبدء نشاط مشروع ليبيا الغد على صعيد المصالحة الوطنية لعب كوسا دورا رافدا للمشروع، تمثل في تعاونه الإيجابي في تسهيل عودة بعض المعارضين إلى بلادهم.


أبو زيد.. مرحلة جديدة
غير أن النقلة المهمة والأبرز التي يمكن أن تسجل على صعيد جهاز الأمن الخارجي منذ تأسيسه، بدأت مع تولي أبوزيد دوردة للجهاز في 2009، فقد استطاع الرجل بحكم عمله في الخارج ودبلوماسيته وما عرف عنه من حنكة وخبرة في إدارة كثير من ملفات الحوار التي بدأتها الدولة مع معارضيها، استطاع أن يحدث نقلة مهمة تمثلت في تطهير الجهاز من عناصر طالما ساءت للجهاز وسمعة ليبيا، ومضى قدما في انسجام كامل مع رؤية ليبيا الغد في توسيع المصالحة الوطنية مع الليبيين في الخارج، وسهل إجراءات عودتهم على نحو غير مسبوق، ووقف بحزم وشدة أمام أي عراقيل من شأنها أن تقف أمام عود المعارضين لبلادهم ومنحهم وأسرهم جوازات السفر بدون أي شروط.


كما أنه ولأول مرة بدأ جهاز الأمن الخارجي يتعامل مع الإعلام والصحافة الليبية في الداخل وعلى رأسها صحافة الغد بنحو غير مسبوق، وهو موقف يسجل لرئيسه ولفريقه الذي كان يستجيب لطلبات الصحافيين بالرد على أسئلتهم سواء في وكالة ليبيا برس قبل أن يتم إغلاقها أو في أويا أوفي صحيفة قورينا، كما أنشأ الجهاز "موقعا إلكترونيا" على الشبكة الدولية الإنترنت، نشر فيه أهدافه ومهامه بوضوح، ووضع عناوينه وأرقام هواتفه لتلقي أي شكاوى قد تهدد أمن المواطنين الليبيين في الداخل أو في الخارج.


انتكاسة..
غير أنه مع إعلان وسائل الإعلام المختلفة التشويش على قناة المتوسط، ومنعها مرارا من الظهور على الرغم من أنها لم تبث أي مواد سياسية، وكذلك ما شهده موقع وكالة ليبيا برس من محاولات تخريبية على الرغم من ترك الوكالة لليبيا نهائيا، بالإضافة إلى الحملة الأمنية على صحفيي الغد، يستاءل مراقبون ماذا يجري في داخل هذا الجهاز؟؟ هل بدأ العد التنازلي للصعود الإيجابي الذي حققه جهاز الأمن الخارجي في ظل أبو زيد دوردة؟ هل بدأنا نشهد انتكاسة من جديد ربما ترجع الجهاز إلى وضعه السابق الذي كان ينفذ فيه "أعمالا استثنائية".. لا يمكن بأي حال من الأحوال ونحن نقف عاجزين عن تفسير هذا التراجع إلا أن نتذكر مثلنا الليبي القائل: كأنك يا "ابو زيد" ماغزيت!!؟؟؟.


ليبيا برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق