الاثنين، 17 يناير 2011

بوادر احتجاجات بسبب السكن بليبيا

علمت الجزيرة نت أن عدة مدن ليبية شهدت يوم الأحد تجمعات ومظاهرات لمواطنين يحتجون على اقتحام وحدات سكنية مخصصة لهم والاستيلاء عليها من قبل مواطنين آخرين، وذلك عقب خطاب للزعيم الليبي معمر القذافي مساء الخميس الماضي في مدينة سبها وافق خلاله على اقتحام شبان عائدين من النيجر -لا يملكون سكنا- لمشاريع الإسكان.

 ومنذ مساء الخميس وصبيحة الجمعة اقتحمت أعداد غفيرة من الليبيين مشاريع الإسكان العام بمعظم مدن ليبيا، وقام هؤلاء المقتحمون بنهب وسرقة محتويات الشقق ومعدات الشركات الأجنبية والمقتنيات الشخصية لعمال هذه الشركات في عدة مناطق.

 وقد أعلنت نقابة محامي بنغازي اعتزامها إقامة وقفة احتجاجية ظهر الاثنين أمام مقر محكمة شمال بنغازي، وذكرت أن وقفتها تأتي احتجاجا على الفوضى وأعمال السلب والنهب للمشاريع الإسكانية العامة والخاصة واستنكارا لموقف الأجهزة الأمنية حيال ذلك.

 وشهدت مدينة بنغازي تجمعا صباح الأحد لعشرات المواطنين -الذين لهم ممتلكات في الشقق التي تم اقتحامها- أمام مصرف الادخار العقاري، مطالبين المصرف بحل الإشكال ومستفسرين عن أوضاع صكوكهم المدفوعة ووصولاتهم.

 لكن المصرف أقفل أبوابه أمام المطالبين وألغى كل المقابلات الخاصة بهم، الأمر الذي خلق نوعا من التذمر والاحتقان بين المتجمعين أمام المصرف.

 وأظهر المجتمعون وصولات تفيد حقهم في هذه الشقق، معربين عن استيائهم من مقابلة المقتحمين لشققهم بالسيوف والسكاكين عندما أتوا مطالبين بها من مقتحميها. كما قام العديد منهم بفتح محاضر في مراكز الشرطة.

  تهديد بالتصعيد وطالب هؤلاء الدولة والحكومة بحمايتهم وتمكينهم من حقوقهم في مساكنهم، مهددين بأعمال عنف دموية إن لم تبادر الدولة إلى معالجة الأمر.

 وقال مواطن ليبي يدعى علي رشيد البرغثي (50 عاما) إنه اعتقل من قبل مديرية الأمن عندما جاء شاكيا اقتحام شقته، حيث اتهمه الأمن بالقيام بالتحريض والغوغائية.

 وفي مدينة درنة تظاهر عدد من الليبيين منذ صباح الأحد أمام مقار فروع المصرف العقاري وتوجهوا إلى مديرية الأمن مرددين شعارات "ليبيا تمت (صارت) عصابة، وين الأمن يا سراقه".

 وقد استمر تجمعهم إلى منتصف الظهيرة، رافضين الإصغاء إلى مدير أمن درنة العميد منصور اسكيليح، مطالبين بضرورة إخلاء مقتحمي شققهم السكنية في التو والحال، فأخبرهم بأنه ينتظر صدور أوامر بالإخلاء من جهات عليا، مطالبا المتظاهرين بالانفضاض.


 
جهود للاحتواء ولاحتواء أزمة المظاهرات والتخفيف من حالة الاحتقان الشعبي، صدرت قرارات عن إدارة المصرف العقاري بفتح جميع أنواع القروض السكنية أمام المواطنين.

 ووردت معلومات من مصادر مطلعة أن القذافي كلف حسن عبد الكبير أحد كبار معاونيه الأمنيين بالحضور إلى المنطقة الشرقية، فاجتمع بالقيادات الشعبية في مدينة البيضاء وطالبهم بضرورة حلحلة الأزمة، وأكدت المصادر نفسها أن القذافي أصدر أوامر تقضي بعدم تدخل الأجهزة الأمنية.

 وفي طبرق فشلت مساعي القيادات الشعبية في إخلاء المقتحمين من المساكن، وحاصرت قوات الأمن الحي السكني وفيه 300 شقة، وأغلقت جميع الشوارع المؤدية إليه، وعلمت الجزيرة نت أن قوات من الشرطة حاولت دخول الحي لكنها تعرضت لإلقاء قنبلة محلية الصنع عليها اضطرها للانسحاب والبقاء على تخوم الحي.
 وذكرت أنباء أن قوات خاصة وصلت إلى مطار الأبرق (شرق البيضاء) وتجمعت تحت إمرة ضابط كبير مقرب من القذافي بمعسكر لملودة للتدخل في حال حدوث أية أعمال شغب أو عنف تطال منشآت الدولة أو أحد أفرادها.

  مبررات المقتحمين وبرر عدد من المواطنين المقتحمين للوحدات السكنية إقدامهم على اقتحام المساكن بعدم حصولهم على مساكن، وأن اقتحامهم للشقق تم إثر خطاب القذافي في سبها.

 يشار إلى أن لجنة من القيادات الشعبية توجهت إلى بعض المساكن المقتحمة في محاولة منها لإقناع المقتحمين بضرورة الخروج منها لأنها ملك لآخرين. 

الجزيرة نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق