الأحد، 16 يناير 2011

مسعود بن عاشور: في تونس ثورة حقيقية.. يا قذافي

اثبت معمر القذافي بكلمته الموجهة الى التوانسة بأنه اصبح "مخرف" فعلا، وفضحت كلمته هذه ما اصابه بسبب تقدم سنه، وتأثيرات الجلطات المتكررة التي اصابته على دماغه وتفكيره.




فكلمته هذه تدل على اننا امام رجل مخبول فقد قواه العقلية، ولولا انه متربع على كرسي الحكم في ليبيا لكان مكانه الصحيح مستشفى قرقارش (لغير الليبيين: العصفورية، او السرايا الصفراء).




زين العابدين بن علي فهم رسالة الثائرين التوانسة، وإن كان الفهم قد نزل عليه في الوقت الضائع، وبعد فوات الاوان، ولكن السي معمر لم يفهم درس الجيران، وأخذ يتحدث للتوانسة عن فردوس جماهيريته، ويحثهم على الانتقال الى النظام الجماهيري وتطبيق تجربته في تونس.




الغبي القذافي تحدث في نفس الخطاب عن مكانة تونس المتقدمة عن ليبيا في جميع المجالات. قال للتوانسة ان "تونس وضعها ممتاز جدا".




اعترف القذافي في كلمته هذه -بدون قصد طبعا- بأن وضع تونس أفضل من وضع جماهيريته، وائار الى وضع تونس في التقارير الدولية، حيث قال: ( دائما لها الأولوية في التنمية والإنتعاش الإقتصادي، ويُعتبر الإقتصاد التونسي من الإقتصاديات الصاعدة".




واشار المعتوه الى ان (تونس لها الأولوية، وفي منتدى "دافوس" العالمي المشهور، صنّف التقرير العالمي السنوي لعام 2008 - 2009، تونس في المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا؛ والرابعة في العالم العربي. يعني تونس إقتصادها، صُنف رقم واحد في المغرب العربي وفي إفريقيا؛ ورقم أربعة في العالم العربي.".




اشار هذا المختل الى طوابير المرضى الليبيين الذين يعالجون في تونس.




ثم قال: "لا أرى شيئا يستدعي القتل والحرق"!






اذا كان الامر كذلك، فإلى ماذا تدعو التوانسة يا عبيط؟


أ تريدهم ان يستبدلوا نظام بن علي، الذي اعتبرته في خطابك انه افضل من نظامك، بنظام جماهيريتك التعيسة؟
اخرس يا سفيه.. وفكر فيما تقول! يكفي مهازل.






لم يفهم القذافي المريض رسالة الثوار التوانسة.. اعماه الله فلم يركب الموجة، التي ركبها في انتفاضة شعب السودان على الرئيس جعفر النميري، عام 1985، عندما جلس في استوديوهات الاذاعة، وبدأ يوجه خطابا للسودانيين في الشارع يقول لهم انه معهم قلبا وقالبا، وان جميع امكانيات ليبيا تحت تصرفهم.




رجل الشارع، الذي شارك في انتفاضة الخرطوم ضد النميري صدّق القذافي، وتواترت اخبار عن ان الاستماع الى القذافي كان كبير، وكثيرون صدقوه.




في انتفاضة التوانسة ضد بن علي، وقف القذافي مع الدكتاتور ضد الشعب، وحاول اسعاف بن علي بكل ما يملك، ولكن ارادة الثوار كانت اكبر من طاغية تونس وطاغية سرت، وسقط بن علي، وخرج فارا بجلده بعد ان سقط عرشه.




القذافي لم يتوقف عن دعم الطاغية، ولم يفهم رسالة الشعب.




واعلنها القذافي صريحة بأنه: " متألم للذي حصل، وكان يمكن أن يحصل بالتي هي أحسن"!




الله يخرب بيتك يا غبي! طبعا انت متألم لان زميلك في الطغيان قد رحل، وانتصر الشعب الذي عانى منه طوال 23 عاما.




وعقبال شعبنا، الذي عانى لمايزيد عن 41 عام.






القذافي قال للتوانسة:
ألم يقل لكم "زين العابدين"إنه" بعد ثلاث سنوات لاأحب أن أبقى رئيسا؟".




الجواب يا معمر هو ان بن علي كذب وكذب وكذب، ولم يعد يصدقه احد.. انه مثلك تماما! أتحسب يا ابن ابي منيار ان الشعب الليبي عندما تنطلق انتفاضته ضدك سيصدق ما ستقوله له؟
كلا -يا معمر- فإذا غرغرت وبلغت الروح الحلقوم فلا توبة!






القذافي لام الشعب التونسي لانه لم يصبر ويعطي فرصة 3 سنوات لبن علي، حتى لا يموت ابناء تونس..




وقال القذافي: (إذن، إصبر لمدة ثلاث سنوات؛ ويبقى إبنك حيا.
ألا تستطيع أن تصبر؟!.
إن إبنك يموت اليوم، لأنك لست قادرا أن تصبر على زين العابدين؛ ثلاث سنوات مثلا!!).




هذا الكلام ينم على ان القذافي جاهل بأمر الثوار، الذين ادعى انه منهم، بل ويمثلهم منذ 1969.
ألم تستمع يا معمر الى ما قالته تلك الام التونسية التي سقط احد ابنائها شهيدا؟.
لقد قالت: "ابني استشهد.. وعندي غيره 4، أنا مستعدة للدفع بهم من أجل تونس".






بعد انتهاء خطاب القذافي مباشرة، بثت قناة الجماهيرية أوبريت فارس ورجال، وهو عبارة عن عشرات المغنيين ومئات الراقصين، يقدمون اغاني تشيد بالقذافي، الذي احتل محل الجمهور، وجلس وحيدا مستمتعا بتمايل الراقصات، اللاتي تم توريدهن من مختلف دول العالم باموال الشعب الليبي.




ان هذا الاوبريت هو افضل ما يعبر عن دكتاتورية مطلقة.. رفض التوانسة 10% منها في بلادهم، وعسى ان يثور الشعب الليبي قريبا، ليزيح نظام الدكتاتورية والتخلف.








يا قذافي، ما قام به الشعب التونسي ثورة حقيقية على طاغية بامتياز. ربما لا تفهمه الان، ولكن سيأتي اليوم الذي ستقول فيه: أنا فهمت.




وحتى مجيء ذلك اليوم، فأنني انصحك بتحسين علاقاتك مع السعودية، التي ربما تحتاج اليها، عندما تفر بطائرتك -كما فر بن علي-.




والتاريخ، على اية حال، يقول ان الطغاة عندما يسقطون لا يجدون من يرحب بهم..


المرصد الليبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق