الخميس، 27 يناير 2011

البشير .. سنترك الحكم عندما نعلم أن الشعب لا يريدنا


رحب السوداني عمر البشير بخيار الجنوبيين بالانفصال عن الشمال الذي قال إنه أصبح واقعاً مؤكداً أن الشمال سيشارك الجنوب الاحتفالات بقيام دولته وسيوفر لها المساعدة ويدعم استقرارها.وقال البشير : “أعلن لكم نتيجة الاستفتاء قبل أن تعلنها المفوضية، ستكون بنسبة 99% لمصلحة الانفصال”. واعتبر أن انفصال جنوب السودان لن يكون نهاية التاريخ، لكنه بداية جديدة لبناء السودان ".

وعود البشير

وأقسم البشير أمس الثلاثاء أمام حشد جماهيري بمدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل بشمال السودان بالتنازل عن السلطة حال علمه بأن الشعب لا يريده رئيساً.وحيّا البشير ، “ثورة الشعب التونسي” ، وقال إنه حال حدوث انتفاضة شعبية ضده على غرار ما حدث في تونس فإنه لن يفكر في الهرب إلى خارج البلاد بل سيخرج للشعب ليرجمه بالحجارة إذا أراد ذلك .وقال “عندما نعلم بأن الشعب لا يريدنا سنترك الحكم دون أن يقول لنا أحد غادروا”.وأضاف : “سنبقى هنا وندفن في هذه الأرض”.

وجدد تمسك حكومته بالشريعة الإسلامية، مؤكداً أن مطلب الانفصال بين الجنوبيين لا علاقة له بتطبيقها، وتعهد بدعم دولة الجنوب الجديدة ودعم استقرارها، وقال: “سنظل جيراناً وأصدقاءً”.

وقلل البشير من دعاوى المعارضة بإسقاط الحكومة وتحريك الشارع في انتفاضة مشيراً إلى أنها ظلت تمني نفسها بذلك منذ مجيء حكومة”الإنقاذ”إلى سدة الحكم وتتوهم أن الطلاب سينتفضون لإسقاط النظام.ووعد البشير ، الذي افتتح أمس بولاية نهر النيل أربع مصانع لإنتاج الأسمنت ، بمواصلة التنمية في البلاد وزيادة الرواتب ودعم الأسر الفقيرة والطلاب وبناء السدود والمستشفيات وتوفير الخدمات الضرورية .

ووعد البشير بتحويل نهر النيل إلى بستان لإنتاج الفواكه والتمور، عبر النهوض بالزراعة والمزارعين. وأفاد بأن نهر النيل ستكون ولاية الأسمنت من واقع مصانع الأسمنت التي انتشرت في أنحائها.

وأضاف أن خطة الحكومة ترمي لربط السودان بخطوط حديدية مع جيرانه في مصر وتشاد وأثيوبيا وإريتريا.

شروط المعارضة

ومن جانب آخر أكد رؤساء وممثلو أحزاب المعارضة السودانية -قوى الإجماع الوطني- فى ختام اجتماعاتها أمس الثلاثاء ، أنه ليس أمام حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس السوداني عمر البشير سوى فتح حوار شامل مع جميع القوى السياسية السودانية وعقد مؤتمر دستوري للاتفاق على كيفية حكم دولة الشمال بعد الانفصال القادم للجنوب وللحوار بين القوى السياسية في الشمال والجنوب لرسم خارطة طريق لعلاقات استراتيجية بين الجنوب والشمال بمشاركة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني جنوبًا وشمالاً والابتعاد عن الانفراد بالقرارات فيما يخص مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب الذي اتبعه المؤتمر الوطني طوال السنوات الماضية، والذي أدت نتائج سياساته إلى فصل الجنوب وإذا استمر يمكن أن يخلق مزيدًا من المرارات بل ربما يؤدى إلى حرب تعقب الانفصال وهو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لبلادنا.

وحذر تحالف المعارضة المؤتمر الوطني من استمرار الانفراد بالحكم ومواصلة اتباع سياساته القديمة التي قال إنها ستقود حتما إلى مواجهة يكون هو فيها الخاسر، كما خسر حزب زين العابدين بن على في تونس وقال التحالف: ستستمر قوى الإجماع الوطني في عملها السلمي الديمقراطي لتعبئة جماهير شعبنا للنضال من أجل إلغاء زيادات أسعار السلع غير المبررة واستعادة الحريات والديمقراطية ودولة الوطن بدلاً عن دولة الحزب وفى ذلك فهي تفضل التوافق والإجماع أما إذا أصر حزب المؤتمر الوطني على الانفراد بالحكم وإتباع سياساته القديمة القائمة على القمع والحروب، فإن ذلك سيقود إلى مواجهة.
وقال تحالف المعارضة السودانية: إن الحوار يحتاج إلى تهيئة للمناخ تتمثل في إلغاء الزيادات في أسعار السلع الحيوية، حيث فرضت مؤخرا زيادات على أسعار السكر والمحروقات والسلع الغذائية، وإطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي ،وإلغاء قانون النظام العام الذي جلد وأذل النساء السودانيات، وإشراك القوى الوطنية في وضع حل عادل وشامل لقضية دارفور، ووقف تجاوز الأجهزة الأمنية وكفالة حرية العمل السياسي.

وقرر تحالف المعارضة إرسال وفد تهنئة لشعب جنوب السودان باختياره الحر، والعمل على دعم العلاقة الاستراتيجية بين الشمال والجنوب، والبحث عن مستقبل مشترك والعمل لوحدة السودان على أسس جديدة ووحدة الإقليم والقارة الإفريقية ودعم التعاون الاستراتيجى العربي- الإفريقي.

أويا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق