الأحد، 16 يناير 2011

مسؤول ليبي: صفحة بن علي انطوت ولا ننوي مساعدته

خالد محمود: تلقى أمس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اتصالا هاتفيا هو الأول من نوعه مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد خروج الأخير من بلاده، فيما قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «إن بلاده لا تعتزم العمل بأي شكل من الأشكال على عودة بن علي إلى تونس مجددا»، نافيا التقارير التي تحدثت عن وجود اتجاه ليبي في هذا الإطار.

 وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس، «في هذه اللحظة، بن علي خارج الحسابات بالنسبة للشعب التونسي، هذه صفحة وانطوت، وليس صحيحا أن ليبيا معنية بإعادته رئيسا مجددا».

 وكان لافتا أمس أن وكالة الأنباء الليبية الرسمية التي أوردت نبأ الاتصال الهاتفي بين القذافي وبن علي، قد أشارت إلى بن علي باعتباره الرئيس وهو ما اعتبره المراقبون إشارة إلى أن ليبيا ما زالت مترددة في الإقرار بانهيار نظام حكمه.

 ولم توضح الوكالة فحوى هذا الاتصال الذي يعتبر أول اتصال من نوعه يجريه بن علي مع زعيم عربي أو رئيس دولة خارجية بعد لجوئه إلى السعودية أول من أمس.

 وأجرى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالا هاتفيا مماثلا مع القذافي الذي يتولى رئاسة الدورة الحالية للقمة العربية والاتحاد المغاربي، تركزت على الأوضاع في تونس.

 وجاءت هذه التطورات في وقت كان مقررا أن يوجه فيه الزعيم الليبي كلمة إلى الشعب التونسي في أول رد فعل رسمي له على خروج حليفه السابق بن علي.

 وتوقعت مصادر ليبية أن تتمحور كلمة القذافي حول دعوته الشعب التونسي إلى التمسك بوحدته الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار والعمل الجماعي لما بعد مرحلة انهيار نظام الرئيس السابق بن علي.

 وقالت مصادر ليبية إن ديوان الرئيس التونسي أجرى اتصالات غير معلنة مع مكتب العقيد القذافي في اللحظات التي سبقت توجه بن علي برفقة عدد قليل من أبرز مساعديه على متن طائرة خاصة إلى خارج البلاد.

 وكشفت النقاب عن أن سفير ليبيا في تونس قد لعب دورا في تسهيل خروج بن علي وسط حماية ليبية كانت متوقعة بالنظر إلى أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.

 ولم يصدر من العاصمة الليبية طرابلس أي بيان رسمي حول تطورات الوضع في تونس، وهو ما أرجعه المراقبون إلى ترقب السلطات الليبية لما يحدث ورغبتها في تفادي اتخاذ أي مواقف تحسب عليها قبل انجلاء الأمر واتضاحه بشكل عام.
الشرق الاوسط لندن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق