الخميس، 6 يناير 2011

أميركا تراقب مصير ديبلوماسيتها سفيرها بليبيا "في مهب الريح"



نيويورك ـ ليبيا24 ـ وائل بعلبكي ـ ينتظر سفير الولايات المتحدة في ليبيا جين كريتز الموجود حاليا في واشنطن البت بمصيره الذي أصبح "في مهب الريح"، بسبب الوثائق التي سربها "ويكيليكس"، بينما تقول واشنطن إن "الامر ليس محصورا في ليبيا فحسب".


وأعلن مسؤول أميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه أن السفير كريتز موجود حاليا في واشنطن بانتظار البت بمصيره بعدما سرب موقع ويكيليكس برقيات ديبلوماسية تحمل توقيعه تتناول تفاصيل عن ليبيا تخترق الأعراف الديبلوماسية المعمول بها في العالم.


وسببت الضجة التي أثارتها تسريبات ويكيليكس أحدث حلقة من التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا التي استؤنفت عام 2004.


وأضاف المسؤول "نحن بصدد تقييم قدرته على خدمة مصالحنا كسفير على ضوء ما جرى"، مشيرا إلى أن الليبيين أعربوا عن استيائهم مما كتبه كريتز، ولكن الامر لم يصل بهم إلى حد المطالبة بتغييره.


وكانت مصادر ليبية مطلعة أكدت قبل أيام أن السفير الأميركي "جين كريتز" غادر ليبيا نهائيا، على خلفية أنه لن يستطيع العمل في أجواء مشحونه كثيرا ضده، بسبب ممارساته التي صنفتها قوى شعبية ليبية على أنها من أعمال الجوسسة.


وقال مراقبون إن عمل السفير الأمريكي في ليبيا أصبح "في مهب الريح"، بعد ان تسبب تسريب موقع ويكيليكس على الانترنت لمراسلات دبلوماسية أمريكية في اثارة غضب ليبي كبير.


ووصفت حملة شعبية ليبية على موقع فيسبوك لطرد السفير الأميركي في طرابلس، بأنه "جاسوس" و"مدسوس".


وقال المسؤول الأميركي لوسائل الإعلام "هل أعرب لنا الليبيون عن قلقهم حيال ويكيلكيس؟ نعم".


وأضاف "اذا كان لديكم سفير معتمد ورد إسمه في أسفل برقية، سواء كان هو من كتبها أم لا، فهذا يعني بالطبع أن تسريب هذه البرقية سيكون له تأثير على العلاقات بين هذا السفير والحكومة التي هو على علاقة بها".


ويقول محلولون إن المسؤولين الأمريكيين يظهرون من خلال التعتيم على قرارهم النهائي بخصوص مستقبل سفيرهم في ليبيا، وكأنهم بصدد كسب الوقت لإخفاء بداية مرحلة قادمة من سقوط ديبلوماسي أخلاقي لن تقف عند الطرد الذي تحرص واشنطن على أن يكون غير معلن لسفيرهم في طرابلس، بل ينتظر أن يعقبها طرد لكثير من سفرائها عبر دول العالم، بسبب تورطهم في أعمال ترتقي إلى جرائم الجوسسة تماما كما هي تهم السفير كريتز في ليبيا.


واعترف المسؤول الأميركي بأن التسريبات أثرت على عمل سفراء أميركيين في دول أخرى وأن واشنطن تدرس ما إذا كان يتعين إجراء "تبديلات"، مضيفا أن "الامر ليس محصورا في ليبيا فحسب".


وقال المسؤول الرفيع ان كريتز واحد من عدد من السفراء الأمريكيين الذين تأزم موقفهم بسبب التسريبات التي تضمنت تقييما صريحا وفي بعض الأحيان محرجا من جانب الولايات المتحدة لعدد من الحكومات والزعماء الأجانب.


وأضاف "اذا نظرت على المستوى العالمي فالعلاقة بين سفرائنا وعدد من الحكومات تأثرت بسبب الكشف عن هذه البرقيات.. ونحن نقوم بشكل مستمر بتقييم ما اذا كان علينا ان نجري أي تغييرات.. نحن قلقون على الوضوح في حوارنا المستمر مع الحكومات. اخبرتنا بعض الحكومات انها ستكون أقل صراحة في المستقبل".


وكان مسؤولون وأجهزة إعلام وصحف عالمية قد توقعوا أن تؤدي الفضائح التي سيكشف عنها موقع "ويكيليكس" إلى أزمات دبلوماسية مع بعض الدول إلى درجة أن تقوم الأخيرة بطرد الدبلوماسيين الأمريكيين من أراضيها، رغم أن واشنطن سارعت في أكثر من مرة إلى استباق "ويكيليكس" في نشره للوثائق، وكشفت الحقائق المزمع كشفها في الموقع المثير للجدل، للجهات المعنية في أكثر من دولة، بما مكنها من محاصرة تداعيات الفضيحة إلى حد الآن.


ولكن احتمال انتهاء أزمة السفير الأميركي بمغادرته لليبيا مطرودا أو مسحوبا من حكومة بلاده، يمكن أن يجعل عددا من الدول تعيد النظر في علاقاتها بسفراء أميركا لديها وقد تضغط كل وفقا لطبيعة علاقاتها بالبيت الأبيض، في اتجاه أن تقوم واشنطن بحملة "تنظيف" لطاقمها الديبلوماسي الذي انحدرت مهامه إلى مستوى "الجواسيس" على ما يمثل شؤونا سيادية للدول.


ويقول المسؤول الأميركي "إن بعض الحكومات أكدت أنها ستكون أقل انفتاحاً في المستقبل جراء ما كشفته وثائق" ويكيليكس، من اسرار دول: صحيحة أو مغلوطة، وكذلك من ممارسات ديبلوماسيي أقوى دولة في العالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق