الأحد، 9 يناير 2011

ليبيا تعوّل على وعي المواطن حتى لا يقع فريسة للأنفلونزا


 


 
 عصام الزبير: التقت صحيفة العرب الدولية الدكتور عبد الحفيظ ابوظهير رئيس المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض للتعرف عن مدى استعدادات ليبيا لمواجهة ومكافحة الأوبئة والأمراض خاصة في ظل الكشف عن حالات من انفولونزا الخنازير في بلدان مجاورة للجماهيرية.

 وقال الدكتور عبد الحفيظ أبوظهير لـ"العرب": "كلنا نعرف أننا الآن في فصل الشتاء الذي تنخفض فيه درجات الحرارة بدرجات كبيرة جدا، وعندما تنخفض درجات الحرارة تكون هناك امراض تنفسية تنتشر، وهي أمراض موسمية، وفي السنة الماضية كانت هناك جائحة وسميت جائحة لدخول فيروس جديد على الكرة الأرضية، لاتوجد لدى البشر مناعة ضده، لذلك كان وقعه سيئا جدا وكانت التوقعات أنه سيؤدي الى الكثير من المرضى وحالات الوفيات، ولكن مرت الأزمة والحمد لله بأقل الاضرار، الفيروس موجود الآن في هذه السنة وهو من الفيروسات التي تعتبر موسمية، وتوجد كثير من الاصابات وفيها انفولونزا الخنازير والعترة له موجودة في التلقيح ضد الانفلونزا H1N1، ولقاحه موجود ومتوفر دون مقابل في جميع مراكز تطعيم الكبار والرعاية الصحية الليبية، وأي مواطن يستطيع أن يتحصل على هذا الطعم دون مقابل، وأي مريض يعاني من أعراض الانفلونزا واعراضها الشديدة يجب أن يتجه الى أقرب مركز علاجي له، وداخل المركز العلاجي سوف تقدم له العلاجات اللازمة من ادوية مخفض الحرارة والمضادات الحيوية وكذلك تقديم مضاد الفيروسات الذي هو عقار التني فلو الموجود أصلا لمكافحة انفولونزا الخنازير وفيروسات الانفلونزا الاخرى، وهو متوفر في مراكز تقديم الخدمة العلاجية وهو عبارة عن حبوب 75 ملغ ويؤخذ مرتين في اليوم ولمدة 5 أيام، وفي حالات عدم القدرة على استعمال الحبوب لأنه لا توجد ابر للحقن لهذا العقار، ولكن يوجد عقار يمكن استعماله عن طريق الجهاز التنفسي (ريلينزا)، وهو موجود بكميات كافية وتم الحصول عليه خلال السنة الماضية، وكذلك هناك علاج لغير القادرين على البلع وتكون حالاتهم حارجة جدا ويكونون تحت اجهزة التنفس".

 وعن مواجهة المرض ومكافحته قال "الآن لايعني الكثير الحصول على نوع الفيروس فأي مريض يعاني من الانفلونزا يجب لأن يتبع الخطوات العلاجية اللازمة بالطرق السابق ذكرها، وقد قمنا بتوجيه خطاب الى أمين الصحة والبيئة يحتوي على الاجراءات التي يجب أن تتبع لمكافحة المرض وكيفية التعامل مع المصابين، والذي تفضل بتعميمه على المراكزالصحية وكذلك المستشفيات، كما قمنا بارسال التعميمات الى فرق الرصد والتقصي وكذلك مراكز الرعاية الصحية الاولية والمستشفيات بخطاب يشرح الخطوات العلمية اللازمة التي يجباتباعها عندما تكون هناك اصابات بالانفلونزا".

 وأضاف أبوظهير قائلا: "في كل السنوات نعرف ان الانفلونزا تحصد في بعض الارواح، لكن وعي المواطن يعول عليه كثيرا جدا بحيث يتبع الاجراءات الدوائية الوقائية حتى لايقع فريسة لاصابة بالفيروسات، وهذه تتمثل في اشياء مهمة جدا وبسيطة بغسل الايدي وكذلك الالتزام باداب العطس وتجنب التجمعات التي فيها عادة، والتي تعتبر مهمة جدا ويجب أن تتبع في كل فصل من فصول الشتاء حتى لا يصاب بشيء، وبالنسبة لذوي الاختطار الذين يعانون من مشاكل في السكري أو يعانون من نقص المناعة أومن مرض السرطان أو يأذدون ادوية متبة للمناعة يجب عليهم أن يتناولوا العقار، وأن يتجهوا الى اقرب مركز صحي او مركز رعاية صحية اولية او مركز تطعيم كبار ليتناولوا عقار الانفلونزا حتى يقوا انفسهم من الاصابة بالانفلونزا لانهم عادة اكثر عرضة، فهم الشريحة التي تتعرض لفتك للمرض أو الموت بشكل كبير جدا".

 وسألت العرب رئيس المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض عن مدى انتشار فيروس الأنفلونزا وخاصة أنفلونزا الخنازير في ليبيا فقال انه لم تسجل حالات لانفلونزا الخنازير في ليبيا، هناك بعض اصابات الانفلونزا الموسيمية ونتوقع الكثير من الاصابات في طول البلاد وعرضها للانفلونزا الموسمية ولكن هذه الإجراءات التي تحدت عنها يجب ان تتبع للتقليل من الإصابة، وهذا مرض الشتاء وهذا وقته.

 واشار الى ان الخدمة التي تقدم في الأماكن الصحية من مراكز ومستشفيات بعض تقديم المريض بالانفلونزا نفسه للفحص والتقييم، فاذا كانت حالاته تستدعي العلاج والرجوع الى البيت فله، اذا كانت حالاته تستدعي الايواء فانه يتم ائوائه، وعادة في هذه الحالة تصرف له العلاجات المضادة للفيروسات التنيفو ورينينزا.

 وبخصوص الموقف الصحي لليبيا خاصة بعض سنة 2010، والتوجه نحو وضع خريطة خاصة للامراض في ليبيا قال الدكتور أبو ظهير كما نعرف ان المركز اضيفت له مهام جديدة الآن وهي الامراض الغير سارية، يعلم المتتبع لاخبار المركز بانه كان له دور كبير جدا في وضع خريطة جيدة للامراض الغير السارية وكذلك وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات من اجل انهاء بعض الامراض السارية أو السيطرة على الامراض السارية والمتوطنة التي لايمكن انهائها، وهذا واضح جدا في جعل ليبيا خالية جدا من شلل الاطفال فقد تم السيطرة على الليشمنايا وفي مكافحة الانفلونزا السنة الماضية والقائمة كبيرة جدا، الآن المركز في صدد تكليفه بالامراض الغير سارية، فهو يضع الآن خطة من اجل بناء الكوادروكذلك الإدارات اللازمة للقيام بمهام وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات ورفع الوعي الصحي في مجال الأمراض الغير السارية كالسكري وضغط الدم والتدخين والنواتج الناتجة عن مثل هذه الأمراض.

 وأضاف بالقول أن وضع ليبيا الصحي جيد في مجال المكافحة والوقاية وهذا يمكن ان نلمسه من خلال الاطلاع على شبكة المعلومات الدولية على موقع المركز ومن خلال مواقع منظمة الصحة الدولية، ويستطيع المواطن ان يلمس من خلال هذه المواقع شهادة منظمة الصحة العالمية والمنظمات الكبرى الاخرى للجهد الجيد والانجازات التي حققها المركز في مجال الوقاية والمكافحة للأمراض.

 وبخصوص اجتماع لجنة اللوائح الصحية الدولية قال الدكتور أبو ظهير إن هذه اللجنة شكلت "بقرار من امين اللجنة الشعبية العامة للصحة والبيئة يتراسها المركز من قبل رئيس المركز وبعضوية مدير ادارة الامراض السارية ومدير الرصد والتقصي بالمركز وبها مؤسسات اخرى مهمة الى جانب الادارات الخاصة بالمركز، وكذلك مؤسسات اعتبارية مثل الطاقة الذرية وادارة الصحة الحيوانية بامانة الصحة والبيئة والزراعة ومركز الرقابة على الاغذية و هيئة السلامة الوطنية، هذه المؤسسات لها علاقة بضبط اللوائح الصحية الدولية 2005، وهي عبارة عن لوائح تم الاتفاق عليها جميع دول العالم ووقعت عليها 149 دولة منها الجماهيرية من خلال وزراء الصحة، وهي تلزم الدول الموقعة ببالتعاون وتبادل المعلومات في ما يخص الصحة سواء كان من امراض وفيروسات وبكتريا أو شيء يخص الامراض أو يخص الكوارث مثل الزلزل والبراكين اوالتي تنتج عنها مشاكل صحية أو الافعال المفتعلة مثل التفجيرات والارهاب، والتي ينتج عنها قضايا صحية، بحيث يتم تبادل المعلومات بين دول العالم من اجل التنسيق".

 وأضاف بأن هذه اللوائح أبتدأت بقائمة بسيطة في 1969 وبدأت تكبر قائمتها لتشمل الامراض والكوارث البيئية أو اعمال مفتعلة موجودة تؤثر على صحة البشر، وطبعا بدأ العمل بها في عام 2007 وكان أول أختبار لها في انفولونزا H1N1 أو انفولونزا الخنازير، وقد تعاونت دول العالم جميعها في هذا المجال.

 وأوضح بأن مهمة اللجنة الاشراف على تطبيق اللوائح الصحية الدولية والاشراف على بناء القدرات والامكانيات في مجال تطبيق اللوائح الصحية الدولية، ويناط بها كل طاريء يحدث في الجماهيرية لا سمح الله على صحة المواطنيين، وهذه اللجنة التي تسمى لجنة الطواريء وعادة تجتمع اجتماعات روتينية وطارئة عند حدوث الكوارث لا سمح الله أو المشاكل الصحية، وكان في الاسبوع ما قبل الماضي أول اجتماع لها.

 وأشار المسؤول الليبي إلى أن هناك تركيبة توجد في كل دولة تسمى نقطة اتصال في هذا البرنامج بحيث يتم الاتصال بها،فمنظمة الصحة العالمية تستطيع الاتصال من خلال هذه النقط والتزويد بالمعلومات والتحقق منها وهل المعلومات والبيانات تهدد صحة البلد فقط أو البلاد الاخرى والقارة أو الكون كله، ونقاط الاتصال في ليبيا هناك نقطتين رئيس المركز الوطني لمكافحة الامراض هي النقطة الأولى والنقطة الثانية مدير ادارة مكافحة الامراض السارية الدكتور محمد اسنيو، وهما المكلفان من قبل ليبيا ويت الاتصال بهما من خلال وسائل الاتصال المختلفة، ولمدة 24 ساعة في اليوم وسبعة ايام في الاسبوع، على مدار الوقت، وهما اللذان يتم الرجوع اليهما في لجنة اللوائح الصحية الدولية 2005 في اتخاذ القرارات التي تخص المشاكل سواء الطبعية أو الامور الغير طبيعية المفتعلة التي ترجع بالسلب على صحة المواطنيين الليبي أو ترتب على الدول المجاورة او دول العالم .

 وعن جديد المركز الوطني الليبي لمكافحة الامراض قال رئيس المركز الدكتور عبد الحفيظ أنه صدد البناء الجديد في ظل المهام المناط بها اليه حديثا، والذي يعتبر تكوينته مختلفة قليلا في منطقة شرق البحر الابيض المتوسط بحيت أن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي عندها نمط مختلف عن الدول الاخرى التي لها نمط ادارات وزرات الصحة ولهذا تراها غير قادرة على الحركة السريعة عند حدوث المشاكل أي الاستجابة الفورية، ونحن انتهجنا نمطا يشابه مركز مكافحة الامراض في اطلنطا بالولايات المتحدة الامريكية ووكالة حماية الصحة البريطانية، وهو نموذج متقدم جدا كي يستطيع أن يقدم خدمة راقية جدا في مجال الوقاية والمكافحة للامراض عامة سارية وغير سارية، فنحن نسعى الى أن نمنع حدوث المشكلة، بأن نضع الخطط والبرامج من اجل مكافحة الامراض، والتي عن طريق الخطة والفترة الزمنية سيؤدي الى تناقص عدد المرضى في العديد من الامراض.

 ويذكر أن المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض يسير 28 فرعا في كل أنحاء الجماهيرية تم اختيارها من خلال البناء الطرفي للمركز، وهي موزعة على أنحاء ليبيا وفقا لحاجة تقديم الخدمة وبناءا على عدد السكان، وليست لها علاقة بالتقسيمات الادارية، وهي لا تتأثر بالتغييرات الإدارية حسب ما قال الدكتور عبد الحفيظ أبو ظهير رئيس المركز الوطني لمكافحة الامراض، كما توجد في كل المنافد، فهي تتواجد في 22 منفدا بحريا وبريا وجويا من الناحية الصحية،اللوائح الصحية الدولية هي جزءمن البرامج التي يجب ان تنفد في هذه المنافد.


 عبد الحفيظ أبوظهير 
العرب لندن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق