الثلاثاء، 14 يونيو 2011

مخاض الولادة العسيرة لليبيا جديدة



انزلقت المعارضة الليبية من التظاهر السلمي ضد نظام العقيد معمر القذافي، إلى معارك كر وفر مع كتائب القذافي أفضت بسرعة إلى تدويل الملف الليبي، ورغم دخول الانتفاضة الشعبية العارمة التي شملت في بدايتها قلب العاصمة طرابلس، شهرها الرابع لا يزال النظام الليبي صامدا.

وفي محاولة للإجابة على كل هذه التساؤلات يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة التونسية المولدي الأحمر في دراسة بحثية تحت اسم "مشاكل الولادة السياسية العسيرة لليبيا الجديدة" نشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن هناك ثلاثة عوامل رئيسة موجودة في ليبيا لم تكن موجودة في غيرها من الثورات العربية.

ويرى المولدي الأحمر أن العامل الأول يتمثل في الحضور الدولي اللاّفت لليبيا في الأربعين سنة الأخيرة على الساحة الإقليمية، وأحيانا الدولية، كقوة بترولية جاذبة للعمالة ارتبطت بها مصالح العديد من الدول.

أما العامل الثاني -يضيف المولدي الأحمر- فهو شخصية القذافي السياسية في حد ذاتها، وهذه الشخصية لم تنحتها فقط أصولها البدوية وتاريخ ليبيا السياسي، إنما أيضا قيمة الموارد المالية التي حظي بها الزعيم الصاعد إلى السلطة، فاعتمادا على هذه الثروة وعلى أيديولوجية شعبية فجة وبدائية، قدم القذافي ليبيا للعالم على أنها بلد مشكلته الوحيد تكمن بطمع القوى الخارجية الكبرى في ثروته.

أما العامل الثالث فيتمثل في شح المعلومات المتعلقة بمكونات هذا المجتمع الداخلية، تلك التي يبني عليها اليوم الفاعلون السياسيون أهدافهم وسلوكهم ومواقفهم وإستراتيجيات عملهم.

استغلال الموارد
ويرى الباحث أن زعامة القذافي لم تنشأ بعدما استولى على السلطة، بل العكس هي التي مكنته من ذلك، حيث إن أجهزة الدولة الحديثة، ومواردها غير المسبوقة، قد ساعدته على الاحتفاظ بتلك الزعامة وجعلها في صلب مؤسسات الدولة التي أعاد بناءها على المقاس.

ويشير الباحث إلى أن الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة توقع الانقلاب الذي أتى بالقذافي إلى الحكم حين طلب من السفير الليبي في تونس في مطلع سنة 1969 نقل رسالة عاجلة إلى الملك إدريس السنوسي فحواها أن ليبيا تشكو من فراغات ثلاثة، فراغ ديمغرافي وفراغ ثقافي وفراغ سياسي، وبعد ذلك بأربعة أشهر فقط حدث الانقلاب الذي أطاح بالملك.

ويؤكد المولدي الأحمر أن القذافي استغل ذلك الفراغ وحاول أن يملأه بطريقته الخاصة، وهو ما يفسر المواجهة التي تحدث الآن في البلد.

ويشدد الباحث على أن معمر القذافي جر الثوار إلى ميدان الحرب، حيث لم يكن بينه وبينهم أي إطار تنظيمي مستقل يؤطر العمل السياسي ويفسح المجال للفعل والتفاوض السلمي الإيجابي، كما تفسر خصائص النظام الليبي المذكورة كيف استطاع القذافي حتى الآن أن يقاوم الثائرين في أغلب مناطق ليبيا، ملوحا في وجوههم بما تبقى من عناصر مجموعته السياسية الفذة.

ويخلص الباحث إلى أن نظام القذافي لن يستطع البقاء طويلا، لأنه خسر شرعيته الأخلاقية، وربما يسير إلى نهاية درامية لا يسمح بها النموذج السياسي لنظامه.

واعتبر أن ما تشكو منه الثورة الليبية حتى الآن هو غياب المثقّفين الليبيين المتحدثين عنها، وهو ما جعل أغلب المتحدثين اليوم باسمها يستخدمون مفردات "القبائل" و"العروش" و"الأقارب" التي يعتمدها النظام في التضليل ضد الثورة.

وفي ختام البحث يوجه الباحث المولدي الأحمر رسالة للثورة في ليبيا اليوم مفادها "يا سياسيي ليبيا ومثقّفيها، قدموا لشعبكم بديلا ثقافيا سياسيا حديثا".

خشية بريطانية من صعوبات بليبيا



أعلنت بريطانيا أنها قد تضطر إلى اتخاذ قرارات مهمة بشأن أولوياتها العسكرية في ليبيا إذا طال أمد مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حين تبنى الكونغرس الأميركي تعديلا يهدف لمنع استعمال أموال من أجل العمليات العسكرية هناك.

وقال قائد البحرية الملكية البريطانية مارك ستانهوب إن بلاده قد تضطر إلى اتخاذ قرارات مهمة بشأن إعادة توجيه أولوياتها العسكرية إذا استمر تدخل حلف الناتو في ليبيا أكثر من ستة أشهر.

وأوضح ستانهوب في تصريح صحفي الاثنين أن هذه الحملة تكون "أكثر تفاعلية" لو أن بريطانيا لا يزال لديها حاملة طائرات "عملانية".

واعتبر أنه في إطار خطة خفض موازنة وزارة الدفاع فإن حاملة الطائرات الوحيدة "العملانية" هي "أتش أم اس أرك رويال" وطائراتها القتالية "هاريير" وقد عادت بشكل نهائي إلى قاعدتها في ديسمبر/كانون الأول مما ترك بريطانيا بدون سفينة حربية يمكن أن تنطلق منها مقاتلات للسنوات العشر المقبلة.

وأكد أن طائرات هاريير كان يمكن أن تنشر في غضون عشرين دقيقة من حاملة طائرات فيما يستغرق الأمر 90 دقيقة لنشر طائرات تورنادو وتايفون من قاعدة الناتو في إيطاليا.

وتساءل المسؤول البريطاني "كم من الوقت سيمكننا البقاء في الوضع الذي نحن نواجهه في ليبيا".

وأضاف "نحن غير منزعجين بالتأكيد من المهلة الحالية لمهمة الناتو التي مددت 90 يوما. وبعد هذا الموعد يمكن أن نضطر إلى أن نطلب من الحكومة اتخاذ قرارات مهمة حول أولوياتها".

يذكر أن بريطانيا من أبرز المساهمين في مهمة الناتو في ليبيا التي تجري بتفويض من الأمم المتحدة لـ"إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا ومن أجل حماية السكان المدنيين من كتائب العقيد معمر القذافي".

قانون أميركي

وفي تطورات أخرى، تبنى النواب الأميركي مساء الاثنين تعديلا لمشروع قانون حول المنشآت العسكرية يهدف لمنع استعمال أموال من أجل العمليات العسكرية الأميركية في ليبيا بأغلبية 248 صوتا مقابل 163.

ومن المقرر أن يقر النواب قانون المالية بمجمله وهو قانون يجب أن يقره أيضا مجلس الشيوخ.

وكان مجلس النواب قد تبنى مؤخرا قرارا يطلب من الرئيس تقديم تقرير مفصل عن التدخل العسكري خلال مهلة 14 يوما.

ويأتي ذلك في أعقاب انتقادات وجهها عدد من النواب للرئيس الأميركي باراك أوباما لاتخاذه قرارا بشن عمليات في مارس/آذار الماضي ومواصلتها بعد انتهاء المهلة الشرعية المحددة بستين يوما دون موافقة الكونغرس.

السبت، 11 يونيو 2011

قصف غدامس







من جهة ثانية ذكر متحدث باسم الثوار أن الكتائب قصفت لأول مرة مدينة غْدامس المدرجة في قائمة التراث العالمي، والواقعة على بعد 600 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس على الحدود مع تونس والجزائر، لفتح جبهة جديدة في الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر.
وقال الثوار أيضا إن واحة غدامس التي يقطنها نحو سبعة آلاف شخص -أغلبهم من البربر- تعرضت لهجوم عقب احتجاج مناهض للحكومة في البلدة يوم الأربعاء الماضي.

وقال المتحدث جمعة إبراهيم من بلدة الزنتان الواقعة تحت سيطرة الثوار في منطقة الجبل الغربي "قصفت قوات القذافي غدامس وفقا لشهود عيان في البلدة"، وأضاف "إنه انتقام على احتجاجات مناهضة للنظام".

وكان القذافي قد أفرغ البلدة من سكانها في تسعينيات القرن الماضي وانتقل قاطنوها إلى مبان حديثة، ولم يتضح ما إذا كان الهجوم استهدف البلدة القديمة التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية وتشتهر بمنازلها وقنواتها المائية ويطلق عليها لؤلؤة الصحراء.

حصار زليتن







في هذه الأثناء قال متحدث باسم الثوار في ليبيا إن قتالاً عنيفاً دار بين الثوار وكتائب القذافي في مدينة زليتن الواقعة على بعد 160 كلم شرقي طرابلس السبت.

ونقلت رويترز عن أحمد باني قوله إن قتالا متقطعا بين الكتائب والثوار يجري في زليتن بعد سيطرة الثوار على أجزاء منها.

وأضاف أن الكتائب ما زالت تطوق المدينة، وتهدد السكان بأن يغتصب المرتزقة نساءهم ما لم يستسلموا. ولا يتسنى التحقق من روايات الثوار، ولم يرد تعليق بعد من حكومة القذافي على ذلك.

يذكر أن زليتن إحدى ثلاث بلدات لا تزال تحت سيطرة الحكومة بين مصراتة الواقعة تحت أيدي المعارضين والعاصمة طرابلس، وفي حال سقوطها فقد تكون نقطة انطلاق تتيح للانتفاضة المناهضة للقذافي الانتشار من مصراتة أكبر معقل للثوار في غرب ليبيا إلى طرابلس.

الناتو يقصف الزاوية ومعارك بمصراتة









قال مراسل الجزيرة في ليبيا إن قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصفت مواقع كتائب معمر القذافي في بلدة الزاوية غربي طرابلس، في حين قصفت الكتائب ميناء مدينة مصراتة بصواريخ غراد. وتزامن ذلك مع مقتل عشرين ثائرا وجرح أربعين آخرين أثناء تصديهم لهجوم الكتائب على المدينة.

وقد أفادت أنباء واردة من الزاوية غربي طرابلس بأن الثوار باتوا يسيطرون على أجزاء من البلدة. ومن جهتها نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن القتال الضاري الذي يدور في الزاوية منذ الصباح بين الثوار وكتائب القذافي قد تسبب في إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة طرابلس والأراضي التونسية.

وفي منطقة الدافنية غرب مصراتة تستمر الاشتباكات العنيفة بين الثوار وكتائب القذافي. وقد ذكر مراسل الجزيرة أن الكتائب قصفت ميناء مصراتة بصواريخ غراد، وأضاف أن عشرين ثائرا قتلوا وأن أربعين آخرين جرحوا أثناء تصديهم لهجوم شنته الكتائب على المدينة
الكتائب على المدينة.