الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

اسبانيا تخوفت من صنع ليبيا وقود صواريخ سكود ومن وصول نظام 'معاد' للغرب بانقلاب ضد القذافي




حسين مجدوبي   تطوان (المغرب) ـ 'القدس العربي': كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكليكس عن لجوء الحكومة الاسبانية الى مساعي المخابرات الأمريكية لتجميد بناء شركة إسبانية في ليبيا محطة لإنتاح حامض النتريك الذي يستعمل في تصنيع متفجرات خاصة بالمعادن تحت ذريعة احتمال توظيفها في صناعة وقود صواريخ حربية.
ومن شأن ظهور هذه المعلومات أن يدفع طرابلس إلى حرمان الشركات الإسبانية مستقبلا من الكثير من المشاريع في هذا البلد المغاربي.
وتعود وقائع هذا الملف المثير إلى سنة 2000 عندما فازت شركة اسبانية تسمى إسبينديسا وهي فرع من الشركة العملاقة تيكنيكاس ريونيداس بصفقة بناء معمل لتصنيع حامض النتريك المستعمل في صنع متفجرات خاصة بالمناجم، لكن قبل أيام قليلة من نقل مواد إقامة المصنع من اسبانيا نحو ليبيا وقعت التفجيرات الإرهابية في 11 أيلول/سبتمبر في نيويورك وواشنطن، فقررت حكومة مدريد وقتها تجميد الصفقة لمدة ثلاث سنوات خوفا من قيام ليبيا باستغلال هذا المعمل في تصنيع وقود خاص بصواريخ، لا سيما وأن العالم كان يعيش لحظة ترقب بعد هذه التفجيرات كالتخوف من حرب متعددة الأطراف وربما الأديان.
وتقدمت الشركة بدعوى ضد حكومة مدريد للحصول على قرار قضائي يسمح لها بإتمام الصفقة التي كانت قيمتها قرابة تسعة ملايين دولار. ورغم أن القيمة المالية محدودة لهذه الصفقة إلا أنها كانت تتضمن أدوات تعتبر ضرورية في تصنيع حامض النتريك.
وفي أعقاب انتهاء حرب الخليج وتخلي ليبيا عن برنامجها النووي وتطبيع العلاقات مع الغرب وأساسا عبر البوابة الإسبانية إبان حكومة خوسي ماريا أثنار، عادت طرابلس الى مطالبة الشركة مجددا سنة 2005 بإتمام الصفقة، لكن الشركة تخوفت من عقوبات أمريكية ضدها، فطلبت وساطة وزارة الخارجية الإسبانية. وأصدر السفير الإسباني المكلف بملف الأسلحة رودريغيث بانتوخا تقريرا يتحفظ فيه على إتمام الصفقة تحت ذريعة أن ليبيا قد تشهد مستقبلا انقلابا ضد الحكم القائم وقد يأتي نظام غير ودي في سياسته ومواقفه تجاه الغرب، وقد يستغل المعمل لتزويد 400 صاروخ سكود تتوفر عليها ليبيا وأغلبها يصل للعمق الإسرائيلي. وبدورها، تبنت وكالة الاستخبارات الإسبانية الموقف نفسه لتبرير معارضة إتمام الصفقة.
ولتمديد قرار تجميد نقل معدات ثلاث سنوات أخرى حتى 2008، طلبت وزارة الخارجية الإسبانية ومخابرات هذا البلد من الولايات المتحدة سنة 2005 المساعدة برفضها الصفقة لتدعيم موقف مدريد في مواجهة ليبيا وفضلت أن يتم الرد عبر المخابرات الأمريكية (سي آي ايه)، ويبدو أن هذا المخطط قد نجح ولم تتم الصفقة حتى يومنا هذا.
ويأتي الكشف عن هذه الوثائق ليضع حكومة مدريد في موقف حرج للغاية أمام النظام الليبي المعروف بمواقفه الراديكالية في بعض الأحيان عندما يحس أن كرامته تمس. ومن النتائج المرتقبة احتمال إعادة ليبيا النظر في الكثير من الصفقات التي كانت ستمنحها للشركات الإسبانية في أعقاب زيارة معمر القذافي لمدريد منذ سنة ونصف السنة والحديث عن صفقات تفوق سبعة بلايين يورو من ضمنها صفقات عسكرية.
وتعتبر ليبيا من الدول القليلة التي تبنت بعض المواقف تجاه ما تكشفه ويكيليكس، ومن ضمنها معطيات حول القذافي وممرضة أوكرانية، حيث تم التهجم على السفير الأمريكي في طرابلس ووصف علانية بأنه جاسوس.


القدس العربي لندن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق