الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

توضيح : أُعلن إِستهجاني وإِستنكاري لمِا أقدم عَليه شقيقي


 
 
 

 
إيماءً إلى التوضيح الصّادر عَن اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بِشأن عودة شقيقي أنور يوسف المقريف إلى ليبيا خِلال الأيام الماضية، وإضافةً إلى ما وَرد فى ذلك التوضيح، أُعلن إِستهجاني وإِستنكاري لمِا أقدم عَليه شقيقي المذكور، وَأنه وحده يَتحمل مسؤولية وَتَبعات قَراره.

وَأؤكد، بِهذه المناسبة، أن موقفي من نظام القذافي وعِصابته، ومن القذافي شخصيا،ً سيظل بإذن الله على النحو الوارد في بيان إستقالتي الذي أَعلنته يوم 31 يوليو 1980م، والقائم على رفضي المُطلق والشامل لِهذا النِظام، والسَاعي بكل ما أوتيت من قوة وَجهد للإسهام فى الإطاحة بِه وإنقاذ بلادنا مُنه بعون الله.

" إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا "

" وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "

" لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْد "

الدكتور محمد يوسف المقريف
22 محرم 1432هـ
28 ديسمبر 2010م


رسائل في هذا الشأن 
عودة انور المقريف الى ليبيا وعلامات الاستفهام
اللحظات الحرجة التى تمر بها المعارضة الليبية فى الوقت الراهن , قد يكون جلد الذات والآخرين عملاً غير مبرراً , وكذلك الاتكاء على براعة التبسيط في التفسير والاستقراء لوضعها الراهن هو استمراراً لحالة التمويه التي تعاني منه المعارضة الليبية ؟!
فقد طغى على مشهد المعارضة الليبية الحالي قسمات أزمة أنتجتها أطرافها المختلفة ؛أزمة مركبة تمثل حصيلة تراكم سلسلة من التناقضات والإخفاقات والاصطفافات بين بنى وعقليات وآليات موروثة من فوضى الماضي , واصبحت مقيدة ببرامج الماضي وعقليته وآلية عمله ومناهجه المتخشبة والدائرة بوهن حول شخصيات محددة ومصالحها, مفترقة ولامبالية بمصالح الشعب الليبى والظروف والتناقضات التي يعيشها و محكومة باشخاص وبرموزلا يمكن لاى شخص ان ينتقدهم او يشير الى مواضع الاخطاء فيهم مما أفرزت تلك العوامل بمحصلتها هذا الخواء العام لدى المعارضة الليبية , خواء أشبه بعقم أفقدها الدماء الشابة الجديدة التي هي المحرك الاجتماعي والسياسي في المجتمع , فشاخت أطرافها وسكنت إلى الماضي , ولم يقطع سباتها الا تطور الأحداث الداخلية والاقليمية والدولية,ولكن نشاطها كان بتكرارية تعيد إنتاج نفسها واستنساخ دورها المتكررالمتهالك, واستمرت ترفع نفس الشعارات ونفس أشباه البرامج في ظروف مختلفة داخلياً وخارجياً , فانعزلت كلياً عن مسار الأحداث وواقع الشعب الليبى , وركنت إلى مسايرة الأمر بالشعارات والخطابات الانشائية التي لاتقدم ولاتؤخر بل تزيد درجة عطالتها وأزمتها عمقاً واتساعاً ,متآلفة مع خوائها مثبتة وجودها الهلامي بإطلاق البيانات المختلفة العيارات مختلفة الاتجاهات والتى أسهمت كلها في تأصيل أزمتها الراهنة والدوران فيها .
ولم تتمكن من مواكبة مايدور في الواقع الليبى ومايجري من تطورات دراماتيكية في محيطه , لأنها خضعت بفعل بنيتها وبرامجها الى اشخاص محددين ووجوه متكررة عجزت قدراتهم على اشتقاق خطاب سياسي موضوعي عملي في حوارهم مع الداخل والخارج , و استنفذت جهودهم في إعادة إنتاج نفسهم , ومراوحتهم بحالة التمويه على فشلهم في إحداث ولو اختراق بسيط في سياسة النظام الليبى أو التقرب أكثر من مشاكل الشعب الليبى, فعادوا إلى التمسك بشماعة الشعارات وتضخيمها التي رأوا فيها غطاءاً لبعض فشلهم وستراً لبعض عوراتهم .
وطغى عليهم طابع الاستزلام والشللية والنخبوية الفارغة , من الغائصين في عقدهم والمغتربين عن واقعهم , محنطين القول والخطاب , فاقدين القدرة على استقطاب الحد الأدنى من شرائح الشعب الليبى , ومستمرين فى تخبطهم على هذا الحال ضريريين فاقديين للرؤية السياسيةالعملية , خائفين من النقد والصراحة والموضوعية ومحاربين لهما مستخدمين خطابا مشوهاً أحادياً,مفرّخاً نوعاً جديداً من التفكير الاقصائي الانعزالي لكن مقنعاً بالديمقراطية والتوافق الوطني , ويحمل في طياته التراشق بالتهم ومحملاً ببذور الانشقاق والفشل ,ملتفين على أي محاولة لتعشيق حركة الداخل مع الخارج لتجميع القوى وزيادة وتيرة التفاعل مع واقع الشعب الليبى .
فالكثير من المعارضين يبدون تحفظاً كبيراً على بعض الآراء الصريحة الداعية إلى النقد الموضوعي لواقع المعارضة بشكل عام و الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا بشكل خاص, ويصرون على ادعاء استقامة الفعل المعارض بها رغم خلله البنيوي المفاهيمي الأدواتي الصارخ ,ويمهرون تحفظهم بتسطيح الأمور عله يدعم وجهة نظرهم تلك ويعطي لموقفهم بعض الإتساق المبدئي " الدوغماتي " .
فكل من عايشوا عن قرب واقع المعارضة الليبية , والذين انخرطوا تنظيمياً في العمل المعارض لسنين , ليس غائباً عنهم تاريخها الذى طبع على عمله الشللية والزعامات والارتماء هنا وهناك مستهلكة نفسها في خدمة برامج بعيدة فى الواقع عن هموم الشعب الليبى.
فمواقف المعارضة الليبية بشكل عام والجبهة بشكل خاص , طغى عليها حالة من الجمود في الحاضنة السياسية والتنظيمية التي أنتجتها , وأصبحت مع نمطية الفعل غير المنتج لعشرات السنين , مسايرة أو مساجلة مع النظام وتجلياته الداخلية والعربية والدولية , بما وصم حركتها بالعمومية واللفظية وعدم القدرة على القيام باى خطوة نقدية جذرية جريئة تطال جذرالأزمة , وبقيت تتحرك مرغمة أو راغبة في تخومها السياسية والتنظيمية , وغاب عنها أن حلقات الزمن متواصلة ولايمكن تفكيكها وعزلها عن بعضها البعض وإسقاط المواقف عليها لاحقاً .
فاللذين عاصروا الأحداث الخطيرة التى مرت بها جبهة الانقاذ في الماضي , تعاملوا معها بطيبة وطنية وعفوية سياسية شديدتين , دون التوقف أمام إبهام ولبس العديد من المواقف, و لم يجهر معاصروها بقول الحقيقة كاملة, سوى القلة القليلة منهم وبدوائر ضيقة جداً , وحجبت الحقائق عن الجميع دون التوقف عندها بما تستحق من جرأة يرافقها إغماض العيون بإصرار عنها وعدم ممارسة النقد الصريح لها و دفعت تلك المواقف بالكثيرين الى الوقوف بجوار الحائط أو على الحياد , والى استثمار وجودهم بها هنا وهناك دون الخوض فى صراعات مع اعضائها او المناصرين لها, و ساهم ذلك في تسطيح الأحداث والركون إلى خداع الرغبة الجامدة في تبرئة أو تغطية بعض من تاريخها الماضي, في ظروف موضوعية متحركة تجاوزت الكثير من الشعارات , وجعلتهم يستسلمون لوهم جمال الواقع القبيح والتغني بإنجازات جبهة الانقاذ واصبح النقد في مساحة ضيقة أو بناء ً على مقال متوتر هنا ومنبسط هناك, أو نقد حزين ينبع من معايشة وطنية وجدانية لحالة الشعب الليبى ,والتسرع والنزق المبني على فردية الموقف والمعاناة لواقع وطني سياسي مركب أشد عمقاً ومرارة , كنوعاً من تبرير مدح الذات لكنه أشبه بجلد صامت لها .
فما زالت التكهنات جارية بشأن مصير الوضعية التي ستنتهي إليها المعارضةالليبية في الخارج بشكل عام وكيفية ترتيب أوراقها وحراكها السياسي ، حيث تؤكد المصادر من الداخل أن مطارطرابلس يشهد عودة لوجوه معروفة من رموز المعارضة الليبية في الخارج والتى كان اخرها عودة انور يوسف المقريف شقيق الدكتور محمد يوسف المقريف و دون ان تحظى عودته بتغطية من الانتقادات على غرار ما حدث مع الكثيرين من رموز المعارضة الليبية ، بل يجزم البعض بأن السفارات الليبية في دول العالم ، أصدرت جوازات سفر لرموز كبار في المعارضة الليبية بعد سنوات من الانقطاع والكثير منهم لم يعلن عن اسمائهم حتى الان.
فعندما دعى النظام الليبى للمعارضين بالخارج للعودة الى ليبيا قوبلت تلك الدعوة ببعض التجاوب من بعض المعارضين ، مما حدا بهم للمبادرة في الشروع الى العودة لليبيا، عن طريق مؤسسة القذافى والتى قدمت لهم ضمانات بعدم تعرضهم للاعتقال اوالتعذيب واقتصار الإجراءات على المساءلة من قبل الأجهزة الأمنية ولساعات محددة وإعادة ترتيب اوضاعهم المعيشية بما يؤدى إلى رأب الصدع وتجاوز مرحلة التصادم البغيضة التى مرت بها ليبيا. وكان من بين العائدين من افرزت عودته ظهور جدالات كبيرة ومتعددة بين اعضاء المعارضة الليبية بما فيهم اعضاء من الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا وصلت الى اتهام الكثيرين لهم بالعمالة والخيانة والمهادنة مع النظام الليبى متناسيين تاريخهم النضالى وان الكثير منهم تحمل مسؤوليته الوطنية وواجه النظام ودفع من التضحيات والمعاناة ثمناً كبيراً وان عودته حق طبيعى تكفله له القوانيين الدولية والشرائع السماوية و لم تكن عودته الى ليبيا الا لقناعته بعدم جدوى المعارضة وعدم فاعليتها فى احداث التغيير,وعلى ضرورة تجاوز المرحلة الماضية وتناسيها وتركها خلف الظهور، والتطلع إلى المستقبل الواعد ، للمشاركة في مرحلة إعادة البناء والدفع بعجلة الإصلاح فى ليبيا.
و تقديم مصلحة الوطن العليا على المصالح الذاتية والخاصة في كل الموازنات السياسية، ورفضهم الاستقواء بالأجنبي على الوطن مهما كانت المبررات الداعية له وباى شكل من الاشكال سواء بطرق مباشرة او غير مباشرة . فجوهر القضية هنا وهو مايهم المواطن الليبى اولا واخيرا هو الامن والامان والسلم والحرية والعدالة والمساواة واحترام كرامته الفردية والوطنية ، ولايمكننا ان نصل الى تلك المطالب بتشريح او قدح او مدح عناصر النظام الليبى وصانعيه والمشاركين معه على انفراد بدون الخوض فى حوار مباشر معهم.
فيجب هنا ان نقول الامور بمنتهى الوضوح ولكى لا يطول الحديث ويتشعب ويكثر الجدال فيه يستدعى ذلك تلخيص ما اردنا الوصول اليه من خلال مقالتنا بهذه التساؤلات :
• لماذا هذا الاختلال وعدم التوازن فى تنزيل الاحكام على الاخرين والكيل بمكيالين فى تقييم المواقف بين شخص واخر وهذا ما يعانى منه الكثيرين من المعارضيين الليبين
• لماذا عندما تم الافراج عن سجناء الاخوان اعتبر ذلك مهادنة بين النظام الليبى والاخوان ,وعندما تم الافراج عن قيادات الجماعة المقاتلة اعتبر ذلك صفقة مع النظام و عندما تم الافراج عن فتحى المقريف عام 2008 وهوالمحكوم بالسجن المؤبد و اخ الدكتور محمد المقريف لم نسمع اى انتقاد لهذه الحادثة او توصيف حقيقى لها
• لماذا عندما عاد معارضين الى ليبيا اعتبر ذلك خيانة ومهادنة وخضوع وخنوع للنظام الليبى وحظى بالنقد والطعن من كافة المعارضين بينما عندما اقتصر الامر على معارضين من الجبهة الوطنية والتى اخرها عودة انور المقريف اخ الدكتور محمد يوسف المقريف ؛لم يحظى خبر عودته باى اهتمام اما بقصد او بدون قصد ولم يتم اتهامه بما أتهم به الاخرين .
• لماذا تطالب رموز المعارضة الليبية وعلى راسهم الدكتور محمد المقريف بمفاصلة النظام وعدم الدخول فى اى حوار معه وتناسى الدكتور بانه كان من رموز النظام و كانت بينه وبين عناصر من النظام لقاءات عديدة والكثير منهاغير معلن .
فهذه الامور تدعونا لطرح سؤال محورى وصريح يدور بين جل المتابعين للشأن الليبى الا وهو هل الافراج عن فتحى المقريف وعودة انورالمقريف واعادة جميع ممتلكاتهم اليهم هى بادرة من النظام الليبى لاظهار حسن نوايا ورغبة فى التصالح واصلاح تجاوزات الماضى والتى تعتبر موقف ايجابي ويمهد ذلك لقيام الدكتور محمد المقريف والمعارضيين الجذريين باعادة نظرتهم للامورباكثر واقعية و ان تطرح الأمور بمنتهى الوضوح ,و تكون الاولويات حماية ليبيا وشعبها اولا واخيرا من الانزلاق إلى مفاجآت قد تكون غير قابلة للضبط في محيط إقليمي يطغى عليه التطرف والعنف والفوضى وأصبح برميلاً من البارود . ام ان ماحدث ماهو الا دليل واقعى على ان الدكتور محمد المقريف فى حقيقة الامر ماهو الا رجال اخر من رجالات المخابرات الليبية وسوف يكمل دوره المناط به فى اختراق فصائل المعارضة الليبية ويكون بذلك المسؤول المباشر عن التسريبات السابقة التى وصلت المخابرات الليبية من كم الهائل من المعلومات عن المعارضة الليبية بما فى ذلك اسرار تنظيم انتفاضة اكتوبر عام 1993 .

أحمد الليبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق