الخميس، 23 ديسمبر 2010

ألغاز قمة الخرطوم

عماد عبد الهادي: أثارت قمة الخرطوم التي جمعت رؤساء ليبيا ومصر وموريتانيا والسودان إلى جانب رئيس حكومة جنوب السودان، الكثير من الأسئلة عن حقيقة ما دار فيها والرسالة التي حملها الزائرون لشريكي الحكم في السودان.


وبينما اكتفى الرؤساء الذين قضوا أكثر من ساعتين في جلسة مغلقة بالإعلان أنهم يهدفون إلى استفتاء سلمي وهادئ في جنوب السودان، استبعد محللون سياسيون اقتصار الأمر فقط على ما أعلن من فقرات كانت مصدر تساؤلات هي الأخرى لكونها غير مقنعة للمتابعين.


وعلى الرغم من نفي وزير الخارجية السوداني علي كرتي تسلم الخرطوم أي مقترحات جديدة بشأن الأوضاع ما قبل وبعد الاستفتاء وبشأن إقليم دارفور غربي البلاد من الرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي، فإن ذلك لم يكن كافيا لوقف سيل التساؤلات التي بدت أكثر إلحاحا.



الاستفتاء
وفي محاولة لتفسير ما وراء تلك القمة، قال المحلل السياسي محمد علي سعيد إن ما حمله بيانها الختامي من موضوعات "لا يمكن وصفها إلا بأنها باهتة لا تستحق عناء السفر من طرابلس أو القاهرة للخرطوم".


وأشار إلى أن ما تم الإعلان عنه كان من الممكن إيراده في تصريحات ومناشدات للطرفين بضمان استفتاء سلمي وشفاف كما فعل كثير من قادة المجتمع الدولي.


وأبدى اعتقاده بأن البيان جاء بعيدا عما دار في الاجتماع "خاصة إذا وضعنا في الاعتبار مناشدة الرئيس الأميركي باراك أوباما لبعض القادة العرب والأفارقة الضغط على الخرطوم لضمان إجراء الاستفتاء في موعده وفي جو سلمي".


وقال إن المجتمع الدولي لا يزال متخوفا من عرقلة الخرطوم للاستفتاء، الأمر الذي قد يعيد الحرب بين الشمال والجنوب، ويحرم الأخير من إقامة دولة مستقلة عن دولة الشمال "التي لا يرضى عنها الغرب"، ولم يستبعد أن يكون ما دار خلف الأبواب المغلقة مختلفا تماما عما جاء في بيانهم الختامي.



مخاوف
أما المحلل السياسي تاج السر مكي فاعتبر أن لدى مصر وليبيا من الأسباب ما يجعلهما أكثر اهتماما بالسودان، مشيرا إلى أنهما "ربما ناقشتا أمر السودان مع الرئيس الأميركي خاصة في ما يتعلق بتخوف كل منهما".


وأكد في حديث للجزيرة نت أن البيان الرسمي لم يعبر عن حقيقة ما تمت مناقشته "على الرغم من وجود مشكلات متجددة أدركها الجميع ربما تفرض مواقف دولية جديدة للتعاطي معها".


وتوقع أن تكون القمة بحثت إعلان الرئيس عمر البشير عن منهج الحكم عقب انفصال الجنوب وإمكانية تحول السودان إلى بؤرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، "وبالتالي جرت المناقشة في كيفية حكم السودان الشمالي عقب الاستفتاء إذا ما وقع الانفصال".


ومن جهته قال المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن "ما يبدو واضحا أن الجميع جاؤوا بهمومهم وليس لإصلاح حال السودان بالدرجة الأولى".


ولم يستبعد أن تكون "دائرة الحوار قد أغلقت على كيفية إجراء استفتاء آمن وليس عن ضرورة بقاء السودان موحدا".

عن الجزيرة نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق