الأحد، 26 ديسمبر 2010

نجاحات جديدة لكتاب التصحيحات في سجن أبوسليم

أبلغ المشاركون في الحوار مع الجماعات الإسلامية المقاتلة رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية سيف الإسلام معمّر القذافي بأنّ جميع سجناء أبي سليم ممن تتعلق قضاياهم بالعمل المسلح قد أبدوا تفاعلاً وتقبلاً لما احتواه كتاب "دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس".


وأكدوا في رسالة بعثوا بها إلى سيف الإسلام في ختام جولة جديدة من الحوار الخميس الماضي أن من أهم أسباب تجاوب الشباب في السجن لما طرح من أفكار في كتاب "التصحيحات" وقبولهم بمبدأ نبذ العنف يعود إلى الثقة التي يوليها أولئك الشباب لشخص سيف الإسلام، وللدور الإصلاحي الذي يضطلع به مشيرين في ذات الوقت إلى تعاون إدارة سجن أبي سليم في توفير الظروف المناسبة للقاءات والمحاضرات والدورات المتعلقة بالجوانب الفكرية والشرعية والحركية.


ونوّه باعثو الرسالة الذين أعلنوا في وقت سابق نبذهم للعنف، وتمسكهم بالحوار، ومنهم الأمير السابق لتنظيم الجماعة الليبية المقاتلة المنحلّة عبد الحكيم الخويلدي ومسؤولها الشرعي سامي الساعدي ومسؤولها الأمني العسكري خالد الشريف، ومفتاح المبروك الذواد ومصطفي الصيد وعبد الوهاب قايد " بأهمية دور العلماء في التأثير على الشباب داعين إلى إفساح المجال لهم بصورة أوسع، حتى تكون النتائج في مستوى المأمول، وقد دللوا على ذلك بتزكية أولئك العلماء لما ورد في كتاب "التصحيحات" الذي كان له تأثير محمود في المراجعات الفكرية مع أعضاء الجماعات الإسلامية المسلحة.


وناشد المتحاورون سيف الإسلام بالسعي للإفراج عن بقية العناصر بداية من الذين كتبوا "التصحيحات" و الذين استجابوا لما فيه ترسيخاً لثقافة الحوار باعتباره بديلاً عن أي أسلوب آخر كما ورد في رسالتهم.



حوار "التصحيحات"
وكانت الجولة الأخيرة من الحوار مع من تبقّى من عناصر تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة المنحلة التي اختتمت الخميس الماضي قد اشتملت على محاضرات وندوات لتدريس ما جاء في كتاب التصحيحات، وشهدت نقاشات مستفيضة حول أهمية "المراجعات الفكرية" وتصحيح المفاهيم السابقة "للجهاد والحكم على الناس وتبني مواقف جديدة تدعو إلى نبذ العنف والتمسك بالسلم الاجتماعي.. وقد حضر تلك النقاشات أمير تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة المنحلة عبد الحكيم الخويلدي ومسؤولها الشرعي السابق سامي الساعدي الذي ألقى محاضرة بعنوان فقه الخلاف.


يذكر هنا أن قياديي تلك الجماعة بعد إعلانهم التوبة والتخلي عن العنف وحلّ التنظيم قد شرعوا مؤخراً في الإشراف على برنامج تحفيظ القرآن الكريم للمساجين في قضايا جنائية ثقيلة، وحقق هذا البرنامج نجاحاً ملحوظاً في سجن الكويفية ببنغازي.



نصيحة سيف الإسلام
يشار إلى أن سيف الإسلام معمّر القذافي قد نصح الشباب في مؤتمر صحفي عقده في الثالث والعشرين من شهر مارس ـ الربيع الماضي بمناسبة الإفراج عن 214 سجيناً كانوا ينتمون في السابق لجماعات إسلامية وُصفت بالمتطرّفة إلى قراءة كتاب دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس.
وقال سيف الإسلام: أنصح الكثير من الشباب قبل أن يستعدوا لتفجير منشآت نفطية أو يفكروا في خطف السواح في ليبيا أو ينضموا إلى جماعات مسلحة في الجزائر ومالي أقول لهم أن يقرؤوا هذا الكتاب.


ونقل عن سيف الإسلام في ذلك المؤتمر الصحفي قوله إن سجن أبي سليم لن يصبح سجناً مفتوحاً يتاح للصحافيين والخبراء والدبلوماسيين زيارته فحسب، بل سيصبح مركزاً للتأهيل.



تجربة الحوار والإشادة العالمية
الجدير ذكره أن "تجربة الحوار اللامسبوقة" مع الجماعات الإسلامية المتطرفة التي يرعاها سيف الإسلام قد سجلت إشادة كبيرة من علماء العالم الإسلامي والبحاث الدوليين.


فالمشرف العام لمؤسسة الإسلام اليوم الشيخ سليمان بن فهد العودة وصفها بالتجربة الفريدة وغير المكررة، معتبراً إياها خطوة ترشد إلى أسلوب مختلف في التعامل مع ظاهرة الأعمال المسلحة، أما حركة النهضة بتونس فقد أثنت على حكمة سيف الإسلام في تناوله لملف الجماعات الإسلامية المقاتلة ومعالجته من خلال الحوار الذي يؤدي إلى استعادة أبناء الوطن ودمجهم من جديد في خدمة بلدهم مواطنين نافعين.


وفي حوار مع الكاتب والباحث الأمريكي د. جاريت براتشمان، المتخصص في شؤون الإرهاب أجرته معه أويا في وقت سابق أكد على "أهمية التجربة الليبية في التعاطي مع ملف العنف والإرهاب، مبرزاً تفوقها على طريقة التعامل الأمريكي مع ذات الملف، ونقتبس قوله: في ليبيا كان الخيار إعادة لتأهيل وإعادة الإدماج للتكامل مع المجتمع أما في أمريكا فلا يهتمون إلا باعتقال الإرهابيين ثم إبعادهم وحبسهم في السجن.


أما الخبير الدولي الآخر في الجماعات الإرهابية والمستشار لدى وزارة العدل الأمريكية روهان غوناراتنا فأكد في حوار أجرته معه أويا أيضاً أن برنامج إعادة التأهيل والارتباط بالمجتمع الذي اقترحه سيف الإسلام وطبّقته ليبيا هو الطريق السليم إلى الأمام، لقياديي وأعضاء الجماعة الليبية المقاتلة برفضهم للعنف واحتضانهم لقيم السلام.

 صحيفة أويا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق