الأحد، 6 فبراير 2011

ليبيا: أنباء عن جهود لتشكيل حكومة جديدة بوجوه من المعارضة وأجندة سياسية مغايرة

كشفت مصادر سياسية ليبية مطلعة النقاب عن استئناف السلطات الليبية بالتنسيق مع عدد من الوجوه السياسية الليبية المعروفة في الخارج الحوار حول إمكانيات إحداث إصلاحات سياسية ذات معنى تتماشى والتغيرات السياسية التي تعصف بالمنطقة منذ هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 من كانون ثاني/يناير الماضي بعد أن تعالت أصوات الاحتجاجات الشعبية المنادية بالإصلاح والإطاحة به.


وذكرت هذه المصادر، التي قررت الاحتفاظ باسمها، أن هذه الجهود تجري في عدد من العواصم الغربية وطرابلس أيضا، وأن النقاش يدور حول القيام بخطوات سياسية نوعية من قبيل الإعلان عن تشكيلة حكومية جديدة تعد لدستور جديد وقانون للأحزاب يسمح بالتعددية وإنهاء الحديث عن سلطة الشعب.


ويشارك في هذه الحوارات، حسب ذات المصادر، وجوه ليبرالية وأخرى ذات ميول إسلامية وشخصيات وطنية وجميعهم لا يمثل أي طرف سياسي.


بينما يقول المعارض والمحلل السياسي الليبي المقيم في لندن جمعة القماطي في (إن هذا الحديث هو أقرب إلى التسريبات الأمنية التي تريد أن تمتص الغضب في الشارع الليبي وتحول دون أن يتحول هذا الغضب إلى تحرك شعبي في مدن كثيرة على غرار ما حدث في تونس ويحدث في مصر).


وأضاف (لا توجد أية شخصيات معارضة لها حتى الحد الأدنى من المصداقية الوطنية على استعداد أن تتعامل مع النظام الليبي في هذه الفترة وإنقاذه من مأزقه خاصة أن النظام أتيحت له فرصة طيلة أربعين سنة لإصلاح الأمور والتعامل مع الأخطاء الكارثية ولم يفعل).


ويشير القماطي إلى بيان قوي من جماعة الاخوان المسلمين الليبية صدر أمس الخميس (3/2) يفك الارتباط بوضوح من عملية الحوار والتماهي مع النظام من أجل الإصلاح ويحمله مسؤولية كل المشاكل العالقة، بل ويشجع بيان الاخوان الشعب الليبي على المطالبة السلمية بحقوقه كاملة.


كما يشير القماطي إلى بروز شبكات على الأنترنت والفيس بوك لمئات الشباب والنشطاء الليبيين في الداخل يستعدون فيها للخروج في مسيرات سلمية يوم 17 شباط /فبراير الحالي، وهي الذكرى الخامسة لانتفاضة سابقة في مدينة بنغازي قال بأنه (قتل فيها سبعة عشر متظاهر، للمطالبة بالحرية بل يقول بعض هؤلاء الشباب انهم سيرفعون شعار رحيل نظام العقيد القذافي الذي يعتبر أطول حاكم في العالم يجلس في سدة الحكم 42 سنة).


وذكر القماطي أن هناك حملة اعتقالات استباقية قال بأن النظام الليبي في اليومين الماضيين لإفشال أي تحرك يوم 17 شباط /فبراير الجاري وشملت الاعتقالات الناشط السياسي جمال الحاجي في طرابلس وعلى ونيس المنصوري من مدينة طبرق والضابط عادل الجهاني المتهم بنشاط على الأنترنت، وقامت جهات أمنية ليبية كذلك باختراق وتدمير مواقع أنترنت معارضة نشطة في الخارج منها ليبيا المستقبل والمنارة وليبيا جيل.


كما تشير تقارير من داخل ليبيا ـ حسب قول القماطي ـ الى وجود حالة استنفار كامل لكل الأجهزة الأمنية وحركة اللجان الثورية التي تمثل الحزب الأوحد الحاكم في ليبيا ويوجد ذعر وتخوف كبير في هرم السلطة من أن يحذو الشعب الليبي حذو جاريه التونسي والمصري، وأن أهم قيادة أمنية تتولى أمن العقيد وهو العميد عبد الله السنوسي قد عقد عدة لقاءات مع شخصيات لها حضور اجتماعي وثقافي طلب فيها منهم نصح الشباب بالابتعاد عن الأنترنت والفيس بوك وعدم تعريض ليبيا لمشاكل. ووعد السنوسي أنه ستكون هناك تغييرات واصلاحات وشيكة، ولكن عبر بعض الحاضرين لهذه اللقاءات عن شعورهم ان هذه الوعود هي لامتصاص الغضب وتفادي أي عاصفة قادمة قد تسقط النظام الليبي برمته.

وكالة انباء قدس برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق